التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً
٤٦
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً
٤٧
-الفرقان

محاسن التأويل

{ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا } أي: أنزلناه بعد ما أنشأناه ممتداً، ومحوناه بمحض قدرتنا ومشيئتنا عند إيقاع شعاع الشمس موقعه: { قَبْضاً يَسِيراً } أي: على مهل، قليلاً قليلاًَ حسب ارتفاع دليله على وتيرة معينة مطردة مستتبعة لمصالح المخلوقات ومرافقتها. وفي هذا القبض اليسير، شيئاً بعد شيء، من المنافع ما لا يعد ولا يحصر. ولو قبض دفعة واحدة، لتعطلت أكثر مرافق الناس بالظل والشمس جميعاً { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً } أي: ساتراً كاللباس: { وَالنَّوْمَ سُبَاتاً } أي: راحة للأبدان تستعيض به ما خسرته من قواها: { وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً } أي: زمان انتشار لطلب المعاش.