التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
١٣
وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ
١٤
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٥
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْمُبِينُ
١٦
-النمل

محاسن التأويل

{ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً } أي: ظاهرة بينة: { قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ وَجَحَدُوا بِهَا } أي: كذبوا بها بألسنتهم: { وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ } أي: عرفت أنفسهم أنها آيات يقيناً، لا سيما عند إلقاء السحرة ساجدين: { ظُلْماً } أي: للآيات، بتسميتها سحراً كقوله: { { بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ } [الأعراف: 9]، ولقد ظلموا بها: { وَعُلُوّاً } أي: تكبراً عن الانقياد لموسى: { فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } أي: من إهلاكهم بالإغراق، لغرقهم في بحر الفساد والإفساد: { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً } أي: بالقضاء بين الناس، وحكمة باهرة: { وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ } أي: العلم والحكمة والنبوة أو الملك: { وَقَالَ } أي: تحدثاً بنعمة الله وتنويهاً بمنته: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ } أي: فهم صوته: { وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ } أي: البين الظاهر. وهو قول وارد على سبيل الشكر والمحمدة. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " { أنا سيد ولد آدم ولا فخر } " أي: أقول هذا القول شكراً، ولا أقوله فخراً.