{ وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ } أي: شأنهم وعادتهم الإفساد، كما يفيده المضارع وتأكيده بقوله: { فِي الْأَرْضِ } الدال على عموم فسادهم. وهو صفة رهط أو تسعة: { قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ } أي: ليحلف كل واحد منكم على موافقة الآخرين، بالله الذي هو أعظم المعبودين: { لَنُبَيِّتَنَّهُ } أي: لنقتلنّه ليلاً. قرئ بالتاء على خطاب بعضهم لبعض: { وَأَهْلَهُ } أي: من آمن معه { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ } أي: الطالب ثأره علينا: { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ } أي: ما حضرنا مكان هلاك الأهل، مع تفرقهم في الأماكن الكثيرة، فضلاً عن مكانه، فضلاً عن مباشرته: { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } أي: ونحلف إنا لصادقون. أو: والحال إنا لصادقون فيما ذكرنا: { وَمَكَرُوا مَكْراً } أي: بهذه الحيلة: { وَمَكَرْنَا مَكْراً } أي: بأن جعلناهم سبباً لإهلاكهم: { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً } أي: خالية ساقطة. لم تعمر بعدهم لأنهم استؤصلوا: { بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي: بأنهم ما أخذوا إلا لظلمهم. وإن عاقبة الظلم الدمار والبوار.