التفاسير

< >
عرض

فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٧
أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ
١٨
أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٩
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢٠
-السجدة

محاسن التأويل

{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم } أي: ما ذخر، وأُعدّ أي: لهؤلاء الذين عددت مناقبهم: { مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } أي: مما تقر به عينهم من طيبة النفس والثواب والكرامة في الجنة: { جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا من الأعمال الصالحة { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً } أي: كافراً جاحداً: { لَّا يَسْتَوُونَ } أي: في الآخرة بالثواب والكرامة، كما لم يستووا في الدنيا بالطاعة والعبادة، ثم فصّل مراتب الفريقين بقوله: { أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً } أي: ثواباً: { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا } وكقوله تعالى: { { كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا } [الحج: 22]، كناية عن دوام عذابهم واستمراره: { وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } أي: يقال لهم ذلك، تشديداً عليهم، وزيادة في غيظهم، وتقريعاً وتوبيخاً.