{ قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم } أي: يجيركم: { مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً } أي: هلاكا أو هزيمة: { أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً } أي: مجيراً ولا مغيثاً يدفع عنهم الضر: { قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ } أي: المثبطين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم المنافقون. قال الشهاب: و "قد": للتحقيق، أو لتقليله باعتبار متعلقه، وبالنسبة لغير معلوماته. انتهى { وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ } أي: من ساكني المدينة: { هَلُمَّ إِلَيْنَا } أي: أقبلوا إلى ما نحن فيه من الضلال والثمار: { وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ } أي: القتال: { إِلَّا قَلِيلاً } أي: إلا إتياناً قليلاً؛ لأنهم يتثبطون ما أمكن لهم: { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } أي: بخلاء بالمعونة والنفقة والمودة عليكم، أو أضنّاء بكم ظاهراً، إن لم يحضر خوفٌ: { فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ } أي: في أحداقهم: { كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ } أي: كنظره أو كدورانه: { فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } أي: بالغوا فيكم بالكلام طعناً وذماً، فأحرقوكم وآذوكم، وأصل السلق: بسط العضو ومدة للقهر، كان يداً أو لساناً، ويجوز أن يشبه اللسان بالسيف على طريق الإستعارة المكنية، ويثبت له السلق وهو الضرب تخييلاً: { أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ } أي: على فعله: { أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً }.