التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ
١٠
أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
١١
-سبأ

محاسن التأويل

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ } أي: رجّعي معه التسبيح و: { يَا جِبَالُ } بدل من: { فَضْلاً } أو من: { آتَيْنَا } بتقدير قولنا، أو قلنا يا جبال أوّبي معه: { وَالطَّيْرَ } بالرفع والنصب، عطفاً على لفظ الجبال ومحلها، وجوز انتصابه مفعولاً معه، وأن يعطف على: { فَضْلاً } بمعنى وسخرنا له الطير. قال الزمخشري: فإن قلت أي: فرق بين هذا النظم، وبين أن يقال: وآتينا داود منا فضلاً، تأويب الجبال معه والطير؟ قلت: كم بينهما! ألا ترى ما فيه من الفخامة التي لا تخفى، من الدلالة على عزة الربوبية وكبرياء الإلهية، حيث جعلت الجبال منزلة منزّلة العقلاء الذين إذا أمرهم أطاعوا وأذعنوا، وإذا دعاهم سمعوا وأجابوا، إشعاراً بأنه ما من حيوان وجماد وناطق وصامت، إلا وهو منقاد لمشيئته غير ممتنع على إرادته. انتهى.
{ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ } أي: دروعاً واسعاتٍ: { وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ } أي: اقتصد في نسج الدروع لتتناسب حلقها: { وَاعْمَلُوا صَالِحاً } أي: وقلنا له ولأهله ذلك: { إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } أي: فأجازيكم به.