التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ
١٥
-سبأ

محاسن التأويل

{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ } اسم لأبي قبيلة. وقد قرئ بمنع الصرف على أنه اسم لها: { فِي مَسْكَنِهِمْ } أي: في مواضع سكناهم، وهي باليمن يقال لها: مأرب، كمنزل من بلاد الأزد، في آخر جبال حضرموت، وكانت في الزمن الأول قاعدة التبابعة، فإنها مدينة بلقيس، بينها وبين صنعاء نحو أربع مراحل. وقرئ: { مَسَاكِنِهِمْ }: { آيَةٌ } على قدرته تعالى ومجازاته المسيء: { جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ } أي: جماعتان من البساتين عن يمين بلدهم وشمالها، أو لكل واحد جنتان عن يمين مسكنه وشماله. قيل لهم: { كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ } أي: بصرف ما أنعم به عليكم إلى ما خلق لأجله.
ثم بين ما يوجب الشكر المأمور به، بقوله سبحانه: { بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ } أي: لطيفة جميلة مباركة لا عاهة فيها: { وَرَبٌّ غَفُورٌ } أي: لمن شكره.