التفاسير

< >
عرض

وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ
١٥

محاسن التأويل

{ وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء } أي: أهل مكة: { إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } أي: أخذة واحدة بعذاب بئيس. يقال: صاح الزمان بهم، إذا أهلكوا. كما قال:

صَاْحَ الزَّمَاْنُ بِآَلِ بَرْمَكَ صَيْحَةً خَرُّوْا لِشِدَّتِهَاْ عَلَى الْأَذْقَاْنِ

وأصله من الغارة إذا عافصت القوم فوقعت الصيحة فيهم: { مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } أي: من توقف مقدار فواق، وهو ما بين الحلبتين، أو رجوع وترداد؛ فإنه فيه يرجع اللبن إلى الضرع فـ: فواق، إما بحذف مضافين، أو مجاز مرسل بذكر الملزوم وإرادة لازمه. وقرئ بالضم، وهما لغتان. وقيل: المفتوح اسم مصدر من: أفاق المريض، إفاقة وفاقة، إذا رجع إلى الصحة، والمضموم اسم ساعة رجوع اللبن للضرع.