التفاسير

< >
عرض

وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ
٢٧

محاسن التأويل

{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً } أي: خلقاً باطلاً، لا حكمة فيه، أو مبطلين عابثين، كقوله تعالى: { { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ } [الدخان: 38 - 39]. وهو أن تقوم الناس بالقسط في المعتقدات، والعبادات، والمعاملات: { ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي: ولذا أنكروا البعث، والجزاء على الأعمال، وأخذوا يصدون عن سبيل الله، ويبغون في الأرض الفساد.
قال الزمخشري: ومن جحد الخالق فقد جحد الحكمة من أصلها، ومن جحد الحكمة في خلق العالم فقد سفه الخالق، وظهر بذلك أنه لا يعرفه ولا يقدره حق قدره، فكان إقراره بكونه خالقاً، كلا إقرار.