التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ
٦٤

محاسن التأويل

{ إِنَّ ذَلِكَ } أي: الذي حكي عنهم: { لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } أي: لواقع وثابت. و: { تَخَاصُمُ } بدل من حق، أو خبر لمحذوف. وقرئ بالنصب على البدل من: { ذَلِكَ } قال الزمخشري: فإن قلت: لم سمي ذلك تخاصماً؟ قلت: شبه تقاولهم، وما يجري بينهم من السؤال والجواب، بما يجري بين المتخاصمين من نحو ذلك، ولأن قول الرؤساء: { لا مَرْحَبَاً بِهِمْ } وقول أتباعهم: { بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ } من باب الخصومة. فسمي التقاول كله تخاصماً؛ لأجل اشتماله على ذلك. انتهى.
فكتب الناصر عليه: هذا يحقق ما تقدم من أن قوله: { لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ } من قول المتكبرين الكفار. وقوله تعالى: { بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ } من قول التباع. فالخصومة على هذا التأويل حصلت من الجهتين. فيتحقق التخاصم. خلافاً لمن قال أن الأول من كلام خزنة جهنم , والثاني من كلام الأتباع؛ فأنه على هذا التقدير، إنما تكون الخصومة من أحد الفريقين. فالتفسير الأول أمكن وأثبت. انتهى.