{ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّا } أي: الذين كفروا كفراً ثابتاً لا ريب فيه، فلا عبرة بمن ادعوا الإيمان به، لأنه ليس شرعياً، إذ لو كانوا مؤمنين به لكونه رسول الله، لآمنوا بنظيره، وبمن هو أوضح دليلاً وأقوى برهاناً منه.
{ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مّهِيناً } يهانون به، وهو عذاب جهنم، أي: كما استهانوا بمن كفروا به، إما لعدم نظرهم فيما جاءهم به من الله وإعراضهم عنه، وإقبالهم على جمع حطام الدنيا، وإما حيث جسدوه على ما أتاه الله من النبوة العظيمة، وخالفوه وكذبوه وعادوه وقاتلوه، فسلط الله عله الذل الدنيوي الموصول بالذل الأخرويّ، وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله في الدنيا والآخرة.