التفاسير

< >
عرض

فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٣٦
وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ
٣٧
وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
٣٨
-الشورى

محاسن التأويل

{ فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ } أي: مما زين للناس حبه من الشهوات: { فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي: فهو متاع لكم، تتمتعون به في الدنيا، وليس من الآخرة: { وَمَا عِندَ اللَّهِ } أي: من ثوابه الأخروي: { خَيْرٌ وَأَبْقَى } وذلك لخلوصه عن الشوائب ودوامه: { لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي: في أمورهم، وقيامهم بأسبابهم: { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } أي: يصفحون عمن أساء إليهم: { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ } أي حينما دعاهم إلى توحيده، والبراءة من عبادة غيره: { وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } أي: لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه، وذلك من فرط تدبّرهم وتيقظهم، وصدق تآخيهم في إيمانهم وتحابّهم في الله تعالى: { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي: فيؤدّون ما فرض عليهم من الحقوق لأهلها، من زكاة ونفقة. وما ندبوا إليه من مواساة وصدقة ومعونة.