التفاسير

< >
عرض

يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٨
وَإِذَا عَلِمَ مِنْ ءَايَٰتِنَا شَيْئاً ٱتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
٩
مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً وَلاَ مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٠
هَـٰذَا هُدًى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
١١
ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ لِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
١٢
-الجاثية

محاسن التأويل

{ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ } أي: لا بالإخبار عنها بالغيب، بل: { تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ } أي: على إنكارها: { مُسْتَكْبِراً } أي: عن قبولها، لا يتأثر بها أصلاً: { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً } استهانة بها: { أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ } أي: من بعد انقضاء آجالهم، عذابها: { وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا } أي: من الأموال، والأولاد: { شَيْئاً } أي: من عذاب الله: { وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء } يعني آلهتهم التي عبدوها، أو رؤساءهم الذين أطاعوهم في الكفر، واتخذوهم نصراء في الدنيا: { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * هَذَا } أي: القرآن: { هُدًى } أي: بيان ودليل على الحق، يهدي إلى صراط مستقيم من اتبعه، وعمل بما فيه.
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ } أي: بتسخيره: { وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ } أي: بإستفادة علم، وتجارة، وأمتعة غريبة، وجهاد، وهداية، وغوص فيه؛ لاستخراج لآليه، وصيد منه: { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: نعمة هذا التسخير، فتعبدوه وحده، وتصرفوا ما أنعم به عليكم، إلى ما خلقتم له.