التفاسير

< >
عرض

وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٣٣
وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٣٤
ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذْتُمْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ
٣٥
-الجاثية

محاسن التأويل

{ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا } أي: قبائح أعمالهم، أو عقوبات أعمالهم السيئات: { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } يعني الجزاء: { وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا } أي: نترككم في العذاب ترك ما يُنسى، كما تركتم التأهب له. فـ: { نَنْسَاكُمْ } استعارة أو مجاز مرسل: { وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } أي: خدعتكم حتى آثرتموها على الآخرة وزعمتم أن لا حياة سواها: { فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا } أي: من النار: { وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي: ولا يطلب منهم أن يعتبوا ربهم أي: يرضوه، من الإعتاب، وهو إزالة العتب. كناية عن الإرضاء، أو: لا هم يردون إلى الدنيا ليتوبوا ويراجعوا الإنابة، فما بعد الموت مستعتب.