التفاسير

< >
عرض

تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ
٨٠
-المائدة

محاسن التأويل

{ تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ } أي: من أهل الكتاب: { يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي: يوالون المشركين، بغضاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الرازي: والمراد منهم كعب بن الأشرف وأصحابه، حين استجاشوا المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم: وذكرنا ذلك في قوله تعالى: { وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً }.
{ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ } أي: لبئس شيئا قدموا لمعادهم. وقوله تعالى: { أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } هو المخصوص بالذم، على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، تنبيهاً على كمال التعلق والارتباط بينهما كأنهما شيء واحد، ومبالغة في الذم الذم. والمعنى: لبئس زادهم في الآخرة موجب سخطه تعالى عليهم: { وَفِي الْعَذَابِ }: { هُمْ خَالِدُونَ }.