{ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ} يعني أمر الدنيا منتهى علمهم، لا علم لهم فوقه. ومن كان هذا أقصى معارفه، فما على داعيه إلا الصفح عنه، والصبر على جهله.
و مبلغ اسم مكان مجازاً، كأنه محل وقف فيه علمهم ادعاء - كما حققه الشهاب - والجملة اعتراض مقرر لمضمون ما قبلها من قصر الإرادة على الحياة الدنيا، ثم علل الأمر بالإعراض بقوله سبحانه: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} أي: ولا بد أن يعاملهم بموجب علمه فيهم، فيجزي كلاً بما يقتضيه عمله، وتقديم العلم بمن ضل، لأنهم المقصودون من الخطاب، والسياق فيهم. وقوله: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ....}.