{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى} يعني قوم هود. وسميت {الْأُولَى} لتقدمها في الزمان.
{وَثَمُودَ} أي: قوم صالح {فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} أي: أشد في كفرهم {وَأَطْغَى} أي: أشد طغياناً وعصياناً من الذين أهلكوا بعدهم، لتمردهم على الكفر، وردّ دعوته في طول مدته بينهم، وهي أطول مدد الأنبياء عليهم السلام.
{وَالْمُؤْتَفِكَةَ} أي: قرى قوم لوط التي ائتفكت بأهلها، أي: انقلبت.
{أَهْوَى} أي: أهواها على أهلها ودمّرها.
{فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} أي: من العذاب السماويّ الذي صب عليها.
{فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ} أي: نعمائه.
{تَتَمَارَى} أي: ترتاب وتشك وتجادل في أنها ليست من عنده، وهو الذي أنعم بالإغناء والإقناء وإرسال الرسل، وقهر أعدائهم.
{هَذَا} أي: القرآن {نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى} أي: إنذار من جنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم. أو هذا الرسول نذير من جنس من تقدمه، ليس بدعاً من الرسل.