التفاسير

< >
عرض

فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ
١١
وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ
١٢
وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ
١٣
تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ
١٤
وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
١٥
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
١٦
-القمر

محاسن التأويل

{ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ } أي: مندفق. وفيه استعارة تمثيلية، بتشبيه تدفع المطر من السحاب بانصباب أنهار انفتحت لها أبواب السماء، وشق لها أديم الخضراء.
{ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً } أي: وجعلنا الأرض كلها كأنها عيون تتفجر { فَالْتَقَى الْمَاء } أي: ماء السماء وماء الأرض { عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } أي: على حال قدره الله وقضاه، وهو هلاك قوم نوح.
{ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } يعني السفينة. أقيمت صفاتها مقامها، لتأديتها مؤداها، وهو من بديع الكلام، كما بسطه في "الكشاف".
{ وَدُسُرٍ } جمع دِسار بكسر الدال، أو دَسْر كسقف وسقف وهي أضلاعها، أو حبالها التي تشد فيها أو مساميرها.
{ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } أي: بمرأى منا. كناية عن حفظها بحفظه تعالى وعنايته. { جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ } أي: كفَر به، وهو الله تعالى، أو نوح وما جاء به، فهو من الكفر ضد الإيمان. أو هو نوح عليه السلام لأنه نعمة كفروها، فهو معتد بنفسه، استعير لنوح النعمة بطريق الكناية، ونسب الكفران تخييلاً أو حقيقة.
{ وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا } أي: قصة نوح { آيَةٍ } أي: جعلناها عبرة يُعتبر بها { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }؟ أي: معتبر ومتعظ. وأصله: مذتكر.
{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } أي: عذابي لهؤلاء الكفرة، قومِ نوح، وإنذاراتي بما أحللت بهم، ليحذر أمثالهم وينتهوا عما يقترفونه.