التفاسير

< >
عرض

فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ
٦
خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ
٧
مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ
٨
-القمر

محاسن التأويل

{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فتول عنهم } أي: اصفح عن أذاهم، وانتظر ما يأتيهم من الوعيد الشديد، كما قال: { يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ } أي: داعي الله إلى موقف القيامة، وهو ملَك. أو الدعاء تمثيل للإعادة كالأمر في قوله: { { كُن فَيَكُونُ } [البقرة: 117] تمثيل للإبداء، والداعي هو الله تعالى: { إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ } أي: فظيع تنكره النفوس، وهو موقف الحساب والجزاء والبلاء.
{ خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ } أي: من الذل والصغار { يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ } أي: قبورهم { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } أي: في الكثرة والتموج والانتشار. الجراد مثل في الكثرة { مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ } أي: مسرعين مادّي أعناقهم إليه { يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } أي: لشدة أهواله و { يَوْمَ يَدْعُ } ظرف لـ { يَقُولُ } وقيل: بمضمر، وقيل: بـ { يَخْرُجُونَ } والأول أظهر.