التفاسير

< >
عرض

ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ
١٣
وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ
١٤
-الواقعة

محاسن التأويل

القول في تأويل قوله تعالى:
{ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ } [13- 14]
{ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ } أي: هم جماعة كثيرة من الذين سبقوا، لرسوخ إيمانهم وظهور أثره في أعمالهم من العمل الصالح، والدعوة إلى الله، والصبر على الجهاد في سبيله، إلى غير ذلك من المناقب التي كانت ملكات لهم.
{ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ } أي: الذين جاؤوا من بعدهم في الأزمنة التي حدثت فيها الغيَر، وتبرّجت الدنيا لخطَّابها، ونسي معها سر البعثة، وحكمة الدعوة؛ فما أقلّ الماشين على قّدّم النبي صلى الله عليه وسلم وصحابه ! لا جَرمَ أنهم وقتئذ الغُرَباء، لقّلتهم.