التفاسير

< >
عرض

سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١
-الحديد

محاسن التأويل

سورة الحديد
بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
{ سبح لله ما فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [1]
{ سبح لله ما فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي: أظهر كل موجود تنزيهه عن الشريك والولد، وكل مالا يليق به، وآذن بانفراده في ألوهيته، وتدبيره وعلمه وقدرته؛ فإن من شاهد هذا العالم بما فيه من المخلوقات كلها على حال من الترتيب والإحكام، وربط الأسباب بالمسببات، واستحالة بعض الموجودات إلى بعض، لا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي غاياته، فبالضرورة يقضي بأن هذا الترتيب المحكَم هو أثرُ خالق واحد، مدبر لنظامه، مريد لسيره في سننه، كما بسطناه في "دلائل التوحيد". { وَهُوَ الْعَزِيزُ } أي: القويّ الذي يقهر كل ما في السماوات والأرض { الْحَكِيمُ } أي: الذي رتب نظام كل موجود على ترتيب حكمي.