القول في تأويل قوله تعالى:
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [21]
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } أي: بادروا بالتوبة من ذنوبكم إلى نيل مغفرة وتجاوز عن خطيئاتكم من ربكم { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ } أي: الإيمان اليقينيّ.
{ ذَلِكَ } أي: المغفرة والجنة { فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء } أي: ممن كان أهلاً له { وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } قال ابن جرير: أي: بما بسط لخلقه من الرزق في الدنيا، ووهب لهم من النعم، وعرفهم موضع الشكر، ثم جزاهم في الآخرة على الطاعة، ما وصف أنه أعده لهم.