التفاسير

< >
عرض

إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ
١
ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢
-المنافقون

محاسن التأويل

{ إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } أي: إن الأمر كما قالوه { وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } أي: في قولهم { نَشْهَدُ } وادعائهم فيه مواطأة قلوبهم ألسنتهم، لأنهم أضمروا غير ما أظهروا { اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ } أي: حلفهم الكاذب، أو شهادتهم هذه، فإنها تجري مجرى الحلف في التوكيد { جَنَّةَ } أي: وقاية من القتل والسبي، { فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ } أي: دِينه الذي بعث به رسوله صلوات الله عليه، وشريعته التي شرعها لخلقه { إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي: في اتخاذهم أيمانهم جنة، وصدهم، وغير ذلك من أعمالهم.
تنبيه:
في"الإكليل": استدل بالآية أبو حنيفة على أن أشهد بالله يمين، وإن لم ينو معه، لأنه تعالى أخبر عن المنافقين أنهم قالوه، ثم سماه أيماناً. انتهى. قال الناصر: وليس فيما ذكره دليل، فإن قوله: { اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } غايته أن ما ذكره يسمى يمناً، وليس الخلاف في تسميته يميناً، وإنما الخلاف: هل يكون يميناً منعقدة يلزم بالحنث فيها كفارة أم لا؟ وليس كل ما يسمى حلفاً أو قسماً يوجب حكماً، ألا ترى أنه لو قال: أحلف، ولم يقل: بالله، ولا بغيره، فهو من محال الخلاف في وجوب الكفارة به، وإن كان حلفاً لغة باتفاق؛ لأنه فعل مشتق منه. انتهى.