التفاسير

< >
عرض

فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٦
-التغابن

محاسن التأويل

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } أي: جهدكم ووسعكم، أي: ابذلوا فيها استطاعتكم، { وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا } أي: افهموا هذه الأوامر واعملوا بها { وَأَنفِقُواْ } أي: أموالكم التي ابتلاكم الله بها في مراضيه { خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ } أي: وائتوا خيراً لأنفسكم، أي: اقصدوا في الأموال والأولاد ما هو خير لكم. فـ { خَيْراً } مفعول بمقدر، وهذا قول سيبويه، كقوله تعالى: { { انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ } [النساء: 171]، وقيل: تقديره: يكن الإنفاق خيراً، فهو خبر يكن مضمراً، وهو قول أبي عبيد. وقيل: مفعول لـ: { أَنفِقُواْ } وهو رأي ابن جرير. قال: أي: وأنفقوا مالاً من أموالكم لأنفسكم ستنقذوها من عذاب الله، والخير في هذا الموضع المال { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ } أي: بالعصمة منه { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } أي: المنجحون الذين أدركوا طلباتهم عند ربهم.