التفاسير

< >
عرض

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٢
-التغابن

محاسن التأويل

{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ } أي: ملك السماوات والأرض، ونفوذ الأمر فيهما { وَلَهُ الْحَمْدُ } أي: الثناء الجميل، لأنه مولى النعم وموجِدها.
{ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (*) هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } أي: هو الذي انفرد بإيجادكم في أحسن تقويم، قابل للكمالات العلمية والعملية، ومع ذلك فمنكم مختار للكفر، جاحد للحق، كاسب له على خلاف ما تستدعيه خلقته، ومنكم مختار للإيمان، كاسب له، حسبما تقتضيه خلقته، وكان الواجب عليكم جميعاً أن تكونوا مختارين للإيمان، شاكرين لنعمة الخلق والإيجاد، وما يتفرع عليها من سائر النعم، فما فعلتم ذلك مع تمام تمكنكم منه، بل تشعبتم شعباً، وتفرقتم فرقاً. وتقديم الكفر لأن الأغلب فيما بينهم، والأنسب بمقام التوبيخ، أفاده أبو السعود { وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } أي: فيجازيكم به، فآثروا ما يجديكم، وجانبوا ما يرديكم.