التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ
٣
-الملك

محاسن التأويل

{ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً } قال ابن جرير: طبقاً فوق طبق، بعضها فوق بعض.
وقال المهايميّ: أي: يوافق بعضها بعضاً بلا تضاد، ليتم أمر الحكمة في الكوائن والفواسد.
وقال بعض علماء الفلك: اعلم أن لفظ السماء يطلق لغة على كل ما علا الْإِنْسَاْن، فإنه من السموّ، وهو العلو، فسقف البيت سماء. ومنه قوله تعالى:
{ { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ } [الحج: 15] أي: فليمدد بحبل إلى سقف بيته، وهذا الفضاء اللانهائي سماء، ومنه قوله تعالى: { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } [إبراهيم: 24]. والسحاب سماء، ومنه قوله تعالى: { { أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء } [البقرة: 22]، والكواكب سماوات؛ فالسماوات السبع المذكورة كثيراً في القرآن الشريف، هي هذه السيارات السبع، وهي طباق، أي: أن بعضها فوق بعض، لأن فلك كل منها فوق فلك غيره.
{ مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ } أي: تخالف وعدم تناسب في رعاية الحكم، بل راعاها في كل خلقه.
{ فَارْجِعِ الْبَصَرَ } أي: إن شككت فكرِّر النظر { هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ } أي: خلل. وأصل الفطور الصدوع والشقوق، أريد به لازمه، كذا قالوه، والصحيح أنه على حقيقته أي: هل ترى من انشقاق وانقطاع بين السماوات، بحيث تذهب باتصالات الكواكب فتفرقها، وتقطع علاقاتها وأحبال تجاذبها؟ كلا ! بل هي متجاذبة، مرتبط بعضها ببعض من كل جهة، كما تقدم في سورة ( ق ) في آية:
{ { أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } [ق: 6].