التفاسير

< >
عرض

إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
١٧
وَلاَ يَسْتَثْنُونَ
١٨
-القلم

محاسن التأويل

{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ } أي: بلونا مشركي مكة، فاختبرنا بهذا التنزيل الحكيم، هل يشكرون نعمته، فيحيوا حياة طيبة، أو يصرون على تكذيبه، فلا تكون عاقبتهم إلا كعاقبة أهل الجنة في امتحانهم الآتي، ثم دمارهم.
وقيل: معناه أصبناهم ببلية، وهي القحط والجوع، بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، { كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ } وهم قوم من أهل الكتاب، على ما روي عن ابن عباس، أو ناس من الحبشة في قول عكرمة، أي: كتابيون، فيتفق مع ما قبله، وليس من ضرورة الاعتبار بالمثل والعظة به تعيين أهله، لولا محبة المأثور { إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } أي: ليقطعن ثمارها مبكرين بحيث لا يعلم مسكين بذلك { وَلَا يَسْتَثْنُونَ } قال المهايميّ: أي: ولا يخرجون شيئاً من حق المساكين، واقتصر عليه، وحكاه الرازيّ والقاضيّ قولاً ثانياً، والأول أن معناه: ولا يقولون: إن شاء الله، واقتصر عليه ابن جرير والأول أظهر، والاستثناء بمعنى الإخراج الحسي، والجملة معطوفة على { لَيَصْرِمُنَّهَا } ومقسم عليها.