{ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ } أي: فطرق جنة هؤلاء القوم، طارق من أمر الله لتدميرها.
قال ابن جرير: ولا يكون الطائف في كلام العرب إلا ليلاً، ولا يكون نهاراً. وقد يقولون: أطفت بها نهاراً. وذكر الفراء أن أبا الجراح أنشده:
أَطَفْتَ بها نَهَاراً غيرَ ليلٍ وَأَلهَى رَبَّهَا طَلَبُ الرِّخَالِ
و الرخال: أولاد الضأن للإناث.
فقوله: { وَهُمْ نَآئِمُونَ } أي: مستغرقون في سُباتهم، غافلون عما يمكر بهم. تأكيد على الأول، وتأسيس على الثاني.
{ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ } أي: كالبستان الذي صرم ثمره بحيث لم يبق فيه شيء، أو كالليل الأسود لاحتراقها. وأنشد في ذلك ابن جرير لأبي عمرو بن العلاء:
ألا بَكَرَتْ وَعَاذِلَتِي تَلُوُم تهجّدني وما انْكَشَفَ الصَّريمُ
وقال أيضاً:
تَطَاوَلَ لَيْلُكَ الْجَوْنُ الْبَهِيمُ فَمَا يَنْجَابُ عَنْ صُبْحٍ صَرِيمُ