{ فَتَنَادَوا } أي: فنادى بعضهم بعضاً { مُّصْبِحِينَ } أي: وقت الصبح، ولم يشعروا بما جرى عليهم بالليل { أَنِ اغْدُوا } أي: أخرجوا غدوة { عَلَى حَرْثِكُمْ } أي: زرعكم { إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } أي: قاصدين قطع ثمارها، وقد قطعها البلاء من أصلها.
{ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } أي: يكتمون ذهابهم ويتسارّون فيما بينهم.
{ أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ } أي: فقير، فالجملة مفسرة. أو { أَن } مصدرية، أي: بأن.
قال الزمخشري: والنهي عن الدخول للمسكين، نهي لهم عن تمكينه منه. أي لا تمكنوه من الدخول حتى يدخل، كقولك: لا أَرَيَنَّك هاهنا.
{ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ } أي: غدوا إلى جنتهم، على نشاط وسرعة وجدّ من أمرهم، أو على منع وغضب.
{ قَادِرِينَ } أي: في زعمهم على ما أصروا عليه من الصرام وحرمان المساكين.
{ فَلَمَّا رَأَوْهَا } أي: فلما صاروا إليها، ورأوها محترقاً حرثها.
{ قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } أي: أنكروها وشكوا فيها: هل هي جنتهم أم لا؛ فقال بعضهم لأصحابه: ظناً منه أنهم قد أغفلوا طريق جنتهم وأن التي رأوها غيرها: إنا أيها القوم، لضالون طريق جنتنا ! فقال من علم أنها جنتهم، وأنهم لم يخطئوا الطريق: بل نحن أيها القوم، محرومون، حرمنا منفعة جنتنا بذهاب حرثها.