{ قَالَ أَوْسَطُهُمْ } أي: أعدلهم وخيرهم رأياً { أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ } أي: تذكرون الله وتتوبون إليه من خبث نيتكم، وتخشون انتقامه من المجرمين. وكان أوسطهم وعظهم حين عزموا على عزيمتهم الخبيثة، فعصوه، فعيّرهم.
{ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } أي: في ترك استثناء حق المساكين ومنع المعروف عنهم من تلك الجنة. { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ } أي: يلوم بعضهم بعضاً.
{ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ } أي: متجاوزين حدود الله تعالى في تفريطنا وعزمنا السيء { عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا } أي: بتوبتنا إليه، وندمنا على خطأ فعلنا، وعزمنا على عدم العودة إلى مثله.
{ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ } أي: في العفو عما فرط منا، والتعويض عما فاتنا.