التفاسير

< >
عرض

فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ
٤٨
لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ
٤٩
فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
٥٠
-القلم

محاسن التأويل

{ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } وهو إمهالهم، وتأخير ظهورك عليهم، أي: لا يثنينك عن تبليغ ما أمرت به أذاهم وتكذيبهم، بل امض صابراً عليه { وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ } يعني: يونس عليه السلام { إِذْ نَادَى } أي: دعا ربه في بطن الحوت { وَهُوَ مَكْظُومٌ } أي: مملوء غيظاً وغمّاً. والمعنى: لا يوجدْ منك ما وجد منه من الضجر والونَى عن التبليغ، فتبتلى ببلائه. { لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } وهو قبول توبته ورحمته، تضرعه وابتهاله { لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ } قال الزمخشريّ: يعني أن حاله كانت على خلاف الذم حين نبذ بالعراء، ولولا توبته لكانت حاله على الذم. والعراء: الفضاء من الأرض.
{ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ } أي: برحمته. قال القاشاني: لمكان سلامة فطرته، وبقاء نور استعداده، وعدم رسوخ الهيئة الغضبية، والتوبة عن فرطات النفس، فقربه تعالى إليه { فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } أي: لمقام النبوة والرسالة.