التفاسير

< >
عرض

وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ
٥١
وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
٥٢
-القلم

محاسن التأويل

{ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ } قال الزمخشريّ: يعني أنهم من شدة تحديقهم، ونظرهم إليك شزراً، بعيون العداوة والبغضاء، يكادون يزلون قدمك، أو يهلكونك، من قولهم: نظر إلي نظراً يكاد يصرعني، ويكاد يأكلني، أي: لو أمكنه بنظره الصرع أو الأكل، لفعله. قال:

يتقارضون إذا التقوا في موطن نظراً يُزِلّ مواطئ الأقدام

وأنشد ابن عباس - وقد مرّ بأقوام حددوا النظر إليه -:

نظروا إليّ بأعين محمرةٍ نظر التيوس إلى شِفَارِ الجازر

وبيّن تعالى أن هذا النظر كان يشتد منهم في حال قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، وهو قوله: { لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ } أي: القرآن، معاداة لحكمته. { وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ } أي: من الهذيان الذي يهذي به في جنونه، لعدم تمالك أنفسهم من الحسد منه، والتنفير عنه.
{ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } أي: عظة وحكمة وتذكير وتنبيه لهم، على ما في عقولهم وفطرهم من التوحيد. فكيف يجنّن من جاء بمثله؟ وبالله التوفيق.