التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ
٢٢
ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ
٢٣
وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ
٢٤
لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ
٢٥
وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ
٢٦
وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
٢٧
إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ
٢٨
وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
٢٩
إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
٣٠
فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ
٣١
وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
٣٢
وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ
٣٣
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ
٣٤
أُوْلَـٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ
٣٥
-المعارج

محاسن التأويل

{ إِلَّا الْمُصَلِّين َ *الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ } أي: مقيمون، لا يضيّعون منها شيئاً.
{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ* ل ِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } أي: المتعفّف الذي أدبرت عنه الدنيا، فلا يسأل الناس. وقيل: الذي لا ينمي له مال. وقيل: المصاب ثمره، أخذاً من قوله أصحاب الجنة في السورة قبلُ:
{ { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } [القلم: 27]. واللفظ أعمّ من ذلك كله.
وقد روى ابن جرير عن ابن عمر أنه سئل عن الحق المعلوم أهو الزكاة؟ فقال: إن عليك حقوقاً سوى ذلك.
ومثله عن ابن عباس قال: هو سوى الصدقة، يصل بها رَحِماً، أو يُقري بها ضيفاً، أو يحمل بها َكلاًّ، أو يعين بها محروماً.
وعن الشعبيّ: أن في المال حقاً سوى الزكاة.
{ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } أي: الجزاء.
{ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } قال ابن جرير: أي: وَجِلون أن يعذبهم في الآخرة، فهم من خشية ذلك لا يضيّعون له فرضاً، ولا يتعدون له حداً.
{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } أي: أن ينال من عصاه، وخالف أمره.
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } أي: لغلبة ملكة الصبر، وامتلاك ناصيته.
{ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } قال ابن جرير: أي: التمس لفرجه منكحاً سوى زوجته، أو ملك يمينه.. { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } أي: الذين عدوا ما أحل الله لهم، إلى ما حرّمه عليهم.
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } قال ابن جرير: أي: لأمانات الله التي ائتمنهم عليها من فرائضه، وأمانات عباده التي ائتمنوا عليها، وعهوده التي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم، وعهود عباده التي أعطاهم، على ما عقده لهم على نفسه راعون، يرقبون ذلك ويحفظونه فلا يضيّعونه.
{ وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ } أي: لا يكتمون ما استشهدوا عليه، ولكنهم يقومون بأدائها حيث يلزمهم أداؤها، غير مغيّرة ولا مبدّلة.
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } أ: ي لا يضيّعون لها ميقاتاً ولا حَدّاً. قيل: الحفظ عن الضياع، استعير للإتمام والتكميل للأركان والهيئات؛ ولذا قال القاضي: وتكرير ذكر الصلاة ووصفهم بها أولاً وآخراً باعتبارين: للدلالة على فضلها، وإنافتها على غيرها.
{ أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ } أي: بثواب الله تعالى، لاتصافهم بمكارم الأخلاق.