التفاسير

< >
عرض

وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً
١٠
وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً
١١
إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً
١٢
وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً
١٣
يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً
١٤
-المزمل

محاسن التأويل

{ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } أي: من الأذى والفَرْي { وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } أي: بالإعراض عن مكافأتهم بالمثل، كما قال تعالى { وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ } [الأحزاب: 48] { وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ } أي: دعني وإياهم، وكِل أمرهم إليّ، فإن بي غنيمة عنك في الانتقام منهم.
{ أُولِي النَّعْمَةِ } أي: التنعم، يريد صناديد قريش ومترفيهم.
{ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } أي: تمهل عليهم زماناً، أو إمهالاً قليلاً.
{ إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً } أي: قيوداً { وَجَحِيماً } أي: نار شديدة الحرّ والاتّقاد { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ } أي: يغصُّ به آكله فلا يسيغه، { وَعَذَاباً أَلِيماً } أي: ونوعاً آخر من أنواع العذاب مؤلماً لا يعرف كنهه. أي: فلا ترى موكولاً إليه أمرهم ينتقم منهم بمثل ذلك الانتقام.
{ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ } أي: تضطرب وترتجّ بالزلزال، { وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً } أي: رملاً متفرقاً منثوراً.