{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } أي: لا مال له ولا ولد.
{ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أي: مبسوطاً كثيراً، أو ممدوداً بالنماء.
{ وَبَنِينَ شُهُوداً } أي: رجالاً يشهدون معه المحافل والمجامع، أو حضوراً معه يأنس بهم، لا يحوجه سفرهم وركوبهم الأخطار، لاستغنائهم عن التكسب والمدح.
{ وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } أي: بسطت له في العيش والجاه والرياسة.
{ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } أي: من المال والولد والجاه. أو من النعيم الأخرويّ. وهذا أظهر لقوله: { كُلاَ } أي: لا يكون ما يأمل ويرجو، لأن الجدير بالزيادة من نعيم الآخرة هم المتقون، لا هو، { إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً } أي: معانداً للحجج المنزلة والمرسلة.
{ سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } أي: سأغشيه عَقبة شاقة المصعد. وهو مثل لما يلقى من العذاب الشاق الصعب الذي لا يطاق، قاله الزمخشري.
قال الشهاب: ومعنى كونه مثلاً، أنه شبه ما يسوقه الله له من المصائب، بتكليف الصعود في الجبال الوعرة الشاهقة، وأطلق لفظه عليه. فهو استعارة تمثيلية.
ثم علل إرهاقه ذلك بقوله:{ إِنَّهُ فَكَّرَ... }.