التفاسير

< >
عرض

ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً
١١
وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً
١٢
وَبَنِينَ شُهُوداً
١٣
وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً
١٤
ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ
١٥
كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً
١٦
سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً
١٧
-المدثر

محاسن التأويل

{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } أي: لا مال له ولا ولد.
{ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أي: مبسوطاً كثيراً، أو ممدوداً بالنماء.
{ وَبَنِينَ شُهُوداً } أي: رجالاً يشهدون معه المحافل والمجامع، أو حضوراً معه يأنس بهم، لا يحوجه سفرهم وركوبهم الأخطار، لاستغنائهم عن التكسب والمدح.
{ وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } أي: بسطت له في العيش والجاه والرياسة.
{ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } أي: من المال والولد والجاه. أو من النعيم الأخرويّ. وهذا أظهر لقوله: { كُلاَ } أي: لا يكون ما يأمل ويرجو، لأن الجدير بالزيادة من نعيم الآخرة هم المتقون، لا هو، { إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً } أي: معانداً للحجج المنزلة والمرسلة.
{ سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } أي: سأغشيه عَقبة شاقة المصعد. وهو مثل لما يلقى من العذاب الشاق الصعب الذي لا يطاق، قاله الزمخشري.
قال الشهاب: ومعنى كونه مثلاً، أنه شبه ما يسوقه الله له من المصائب، بتكليف الصعود في الجبال الوعرة الشاهقة، وأطلق لفظه عليه. فهو استعارة تمثيلية.
ثم علل إرهاقه ذلك بقوله:{ إِنَّهُ فَكَّرَ... }.