التفاسير

< >
عرض

سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
٢٦
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ
٢٧
لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ
٢٨
لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ
٢٩
عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ
٣٠
-المدثر

محاسن التأويل

{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } أي: جهنم. وهو بدل من { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } بدل اشتمال، لاشتمال { سَقَرُ } على الشدائد
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ } قال الزمخشريّ: أي: لا تبقي شيئاً يلقى فيها إلا أهلكته، وإذا هلك لم تذره هالكاً حتى يعاد. أو لا تبقي على شيء ولا تدعه من الهلاك، بل كل ما يطرح فيها هالك لا محالة.
{ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } أي: محرقة للجلود، من لوحته الشمس، إذا سوّدت ظاهره وأطرافه. و البَشَر: جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد. أو اسم جنس بمعنى الناس. وجوّز أن يكون المعنى: لائحة للناس، من لاح بمعنى ظهر، والبَشَر بمعنى الناس.
{ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } أي: من الخزنة المتولين أمرها، والتسلط على أهلها، وفيه إشارة إلى أن زبانية العذاب الأخرويّ، تفوق زبانية الجبابرة في الدنيا أضعافاً مضاعفة، تنبيهاً على هول العذاب، وكبر مكانه.