التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ
٣٢
وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ
٣٣
وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ
٣٤
إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ
٣٥
نَذِيراً لِّلْبَشَرِ
٣٦
لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ
٣٧
-المدثر

محاسن التأويل

{ كُلاَ } ردع لمن أنكر العدة أو سقر أو الآيات. أو إنكار لأن تكون لهم ذكرى لأنهم لا يتذكرون، { وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } أي: ولَّى ذاهباً بطلوع الفجر.
{ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ } أي: أضاء. ومن فوائد القسم بها الاعتبار بفوائدها، والاستدلال بآياتها، كما تقدم في سورة الصافات.
{ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ } أي: الأمور العظام.
{ نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } أي: إنذاراً لهم، فنصبه على أنه تمييز عن إحدى؛ لما تضمنه من معنى التعظيم، كأنه قيل: أعظم الكبر إنذاراً. فـ { نَذِيراً } بمعنى الإنذار، كنكير بمعنى الإنكار. أو على أنه حال عما دلت عليه الجملة. أي: كبرت منذرة، فـ { نَذِيراً } مصدر مؤول بالوصف، أو وصف بمعنى منذرة.
{ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ } أي: يسبق إلى الإيمان والطاعة { أَوْ يَتَأَخَّرَ } أي: يتخلف. و { لْمَنَّ } بدل من { لِّلْبَشَرِ } أي: منذرة لمن شاؤوا التقدم والفوز، أو التأخر والهلاك. أو خبر مقدم، و { أَن يَتَقَدَّمَ } مبتدأ مؤخر، كقولك لمن توضأ أن يصلي، كآية { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } [الكهف: 39]، وفي الثاني بُعْدٌ وزعم أبو حيان أن اللفظ لا يحتمله، ولم يسلم له.