التفاسير

< >
عرض

يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ
٦
فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ
٧
وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ
٨
وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ
٩
يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ
١٠
كَلاَّ لاَ وَزَرَ
١١
إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ
١٢
يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ
١٣
-القيامة

محاسن التأويل

{ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ } أي: متى يكون؟ استبعاداً وهزؤاً. والجملة استئناف أو حال أو تفسير لقوله: يفجر، أو بدل منه والاستئناف بيانيّ، كأنه قيل: لِمَ يريد الدوام على الفجور؟ قيل: لأنه أنكر البعث واستهزأ به { فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ } أي: تحير ودهش، أي: لما أتى من أمر الله. قال مجاهد: أي: عند الموت. { وَخَسَفَ الْقَمَرُ } أي: ذهب ضوؤه { وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } أي: جمع بينهما في ذهاب الضوء، فلا ضوء لواحد منهما. وقيل: إنهما يجتمعان ثم يكوران، كما قال جل ثناؤه: { { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } [التكوير: 1]، قال ابن زيد: جمعا فرمي بهما في الأرض.
{ يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ } أي: الفرار. أي: يطلب مهرباً ومحيصاً لدهشته، أو يقول قول الآيس لعلمه بأنه لا قرار حينئذ.
{ كُلاَ } ردع له عن طلب المفر، { لَا وَزَرَ } أي: لا ملجأ.
{ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ } أي: مستقر العباد، من نار أو جنة. أي: مفوض إليه لا إلى غيره مستقرهم، أو استقرار أمرهم، والحكم فيهم { يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ } أي من عمله الذي يوجب نجاته وثوابه، من الخيرات والصالحات، { وَأَخْرِ } أي: منه ففرط وقصر فيه ولم يعمله.
قال الشهاب:
{ مَا قَدَّمَ } كناية عما عمل، وما { أَخَّرَ } ما تركه ولم يعمله. وهو مجاز مشهور فيما ذكر. أو ما قدمه، ما عمله، وما أخره، عمل من اقتدى به بعده عملاً له، كأنه وقع منه.