التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ
٢٠
وَتَذَرُونَ ٱلآخِرَةَ
٢١
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ
٢٢
إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
٢٣
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ
٢٤
تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ
٢٥
-القيامة

محاسن التأويل

{ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ } أي: الدنيا العاجلة، بإيثار شهواتها { وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ } أي: بالإعراض عن الأعمال التي تورث منازلها، أو تنسون الآخرة ووعيدها، وهول حسابها وجزائها.
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ } أي: حسنة جميلة من النعيم.
{ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أي: مشاهدة إياه، ترى جمال ذاته العلية، ونور وجهه الكريم، كما وردت بذلك الأخبار والآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } أي: كالحة، لجهامة هيئاتها، وهول ما تراه هناك من الأهوال، وأنواع العذاب والخسران.
{ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ } أي: داهية تفصِم فقارَ الظهر، لشدتها وسوء حالها ووبالها. وشتان ما بين المرتبتين ! ويظهر أن في عود الضمير من { بِّهَا } إلى الوجوه - مراداً بها الذوات - شبه استخدام، ولم أر من نبَّه عليه.