{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } أي: ذات أخلاط، وهي موادها المؤلفة منها. جمع مشَج أو مشيج، كسبب وأسباب، ونصير وأنصار. أو مفرد، كبرمة أعشار، البرمة: القدر. وأعشار أي: منكرة كأنها صارة عشر قطع. انتهى { نَّبْتَلِيهِ } أي: نختبره. والجملة في موضع الحال أي: خلقناه مبتلين له، أي: مريدين ابتلاءهُ، لا عبثاً وسدى { فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } أي: لننظر هل صرف سمعه وبصره إلى استماع آيات الله والنظر فيها. ولما كان تمام المنَّة بهما بهبة العقل، وأشار إليه بقوله سبحانه: { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ... }.