التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ
٨
وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ
٩
وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ
١٠
وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ
١١
لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ
١٢
لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ
١٣
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ
١٤
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٥
-المرسلات

محاسن التأويل

{ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ } أي: محقت أو ذهب ضياؤها، كقوله: { { انكَدَرَتْ } [التكوير: 2]، و { انتَثَرَتْ } [الانفطار: 2].
{ وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ } أي: شققت وصدعت.
{ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ } أي: اقتلعت من أماكنها بسرعة فكانت هباءً منبثاً.
{ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } أي: أجّلت للاجتماع لوقتها يوم القيامة للشهادة على أممهم والفوز بما وعدوه من الكرامة. والهمزة من { أُقِّتَتْ } مبدلة من الواو.
قال ابن جرير: وقرأه بعض قراء البصرة بالواو وتشديد القاف، وأبو جعفر بالواو وتخفيف القاف. وكل ذلك قراءات معروفات ولغات مشهورات بمعنى واحد، فبأيتها قرأ القارئ فمصيب، غير أن من العرب من يستثقل ضمة الواو، كما يستثقل كسرة الياء في أول الحرف فيهمزها.
{ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ } أي: أخرت عن معاجلة الثواب والعقاب، أي: يقال: لأي يوم أجلت، فالجملة مقول قول مضمر، هو جواب: إذا، أو حال من مرفوع { أُقِّتَتْ } والمعنى ليوم عظيم أخرت أمور الرسل. وهو تعذيب الكفرة وإهانتهم، وتعظيم المؤمنين ورعايتهم، وظهور ما كانت الرسل تذكره من أحوال الآخرة وأهوالها، ولذا عظم شأن اليوم، وهول أمره بالاستفهام. وقوله تعالى: { لِيَوْمِ الْفَصْلِ } بدل مما قبله، مبين له. أو متعلق بمقدر، أي: أجلت ليوم الفصل بين الخلائق. وقد قيل: لامه بمعنى إلى. { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ } أي: بين السعداء والأشقياء. والاستفهام كناية عن تهويله وتعظيمه.
{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } أي: بيوم الفصل، كما قال في سورة المطففين:
{ { الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } [المطففين: 11]، والتكذيب به إنكار البعث له والحشر إليه.