التفاسير

< >
عرض

وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً
١٢
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً
١٣
وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً
١٤
لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً
١٥
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً
١٦
-النبأ

محاسن التأويل

{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً} قال الرازي: أي: سبع سماوات شداداً جمع شديدة، يعني محكمة قوية الخلق لا يؤثر فيها مرور الزمان، لا فطور فيها ولا فروج.
وقال الإمام: السبع الشداد: الطرائق السبع، وهي ما فيه الكواكب السبعة السيارة المشهورة؛ وخصها بالذكر لظهورها ومعرفة العامة لها.
{وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً} أي: متلألئاً وقَّاداً، يعني الشمس.
{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} أي: السحائب إذا أعصرت، أي: شارفت أن تعصرها الرياح.
{مَاء ثَجَّاجاً} أي: منصباً متتابعاً.
{لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً} قال ابن جرير: الحَبُّ كل ما تضمنه كمام الزرع التي تحصد. والنبات: الكلأ الذي يُرعى من الحشيش والزروع.
وقال الزمخشريّ: يريد ما يُتقوَّت من نحو الحنطة والشعير، وما يعلف من التبن والحشيش. كما قال:
{ كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ } [طه: 54]. {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} أي: حدائق ملتفة الشجر، مجتمعة الأغصان.
قال الرازي: قدم الحَب لأنه الأصل في الغذاء، وثنى بالنبات لاحتياج الحيوانات إليه؛ وأخر الجنات لأن الحاجة إلى الفواكه ليست بضرورية، ثم قال: وكان الكعبي من القائلين بالطبائع. فاحتجَّ بقوله تعالى: {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً} إلخ على بطلان قول من قال: إنه تعالى لا يفعل شيئاً بواسطة شيء آخر، أي: ارتباط المسببات بالأسباب مما بنى عليه- سبحانه - بحكمته الباهرة نظامَ العمران.