التفاسير

< >
عرض

إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً
١٧
يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً
١٨
-النبأ

محاسن التأويل

{ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ } أي: يوم يفصل بين الناس ويفرق السعداء من الأشقياء، باعتبار تفاوت الأعمال، وهو يوم القيامة { كَانَ } أي: عند الله وفي علمه وحكمه { مِيقَاتاً } أي: حداً معيناً ووقتاً مؤقتاً، ينتهي الخلق إليه ليرى كلٌ جزاء عمله { يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ } بدل من { يَوْمَ الْفَصْلِ } أو عطف بيان، كناية عن اتصال الأرواح بالأجساد، ورجوعها بها إلى الحياة والحشر في الآخرة، كما قال القاشاني والشهاب.
وقال الإمام: النفخ في الصور تمثيل لبعث الله للناس يوم القيامة بسرعة لا يمثلها إلا نفخة في بوق:
{ { فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [الزمر: 68]، وعلينا أن نؤمن بما ورد من النفخ في الصور، وليس علينا أن نعلم ما هي حقيقة ذلك الصور.
{ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً } أي: فِرَقاً مختلفة، كل فرقة مع إمامهم، على حسب تباين عقائدهم وأعمالهم وتوافقها.