التفاسير

< >
عرض

عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ
١
عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ
٢
ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
٣
-النبأ

محاسن التأويل

{ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ } أي: هؤلاء المشركون بالله ورسوله. قال ابن جرير: وذلك أن قريشاً جعلت - فيما ذكر عنها - تختصم وتتجادل في الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الإقرار بنبوته، والتصديق بما جاء به من عند الله تعالى، والإيمان بالبعث؛ فقال الله تعالى لنبيه: فيم يتساءل هؤلاء القوم ويختصمون؟.
و في و عن في هذا الموضع بمعنى واحد. انتهى.
والاستفهام للتفخيم أو للتبكيت. والتفاعل إما على بابه، أو هو بمعنى فَعَل، والمعنى على الأول: يتساءلون فيما بينهم، وعلى الثاني: يسألون الرسول صلوات الله عليه وسلام، أو المؤمنين. قيل: مجيء تفاعل بمعنى فعل إذا كان في الفاعل كثرة، مراعاة لمعنى التشارك بقدر الإمكان، ونوقش بأن تفاعل يكون بمعنى فعل كثيراً وإن لم يتعدد فاعله، كتوانى زيد وتدانى الأمر، بل حيث لا يمكن التعدد نحو:
{ { تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [النمل: 63].
وقوله: { عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ } بيان للمفخم شأنه، أو للمبكت من أجله.
{ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } أي: منقسمون، بعضهم يجحدهُ وآخر يرتاب فيه.