التفاسير

< >
عرض

وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً
١٩
وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً
٢٠
-النبأ

محاسن التأويل

{ وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً } قال ابن جرير: أي: وشققت السماء فصدعت، فكانت طُرقاً، وكانت من قبلُ شداداً لا فطورَ فيها ولا صدوع.
وقال القاضي فيما نقله الرازيّ: وهذا الفتح هو معنى قوله:
{ { إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ } [الانشقاق: 1] و { { إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ } [الانفطار: 1]؛ إذ الفتح والتشقق والتفطر تتقارب، وهذا كما قال ابن جرير: متين للغاية، وتعقب الرازي له، وقوف مع الألفاظ لا يفيد، لا سيما والأصل هو التفسير بالنظائر والأشباه.
{ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً } أي: رفعت من أماكنها في الهواء، وذلك إنما يكون بعد تفتيتها وجعلها أجزاء متصاعدة كالهباء. وفي الآية تشبيه بليغ، والجامع أن كلاً منهما يُرى على شكل شيء، وليس به، فالسراب يرى كأنه بحر وليس كذلك، والجبال إذا فتتت وارتفعت في الهواء ترى كأنها جبال وليست بجبال، بل غبار غليظ متراكم، يرى من بعيد كأنه جبل.