التفاسير

< >
عرض

إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً
٢١
لِّلطَّاغِينَ مَآباً
٢٢
لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً
٢٣
لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً
٢٤
إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً
٢٥
جَزَآءً وِفَاقاً
٢٦
-النبأ

محاسن التأويل

{ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً } أي: موضع رصد، يرصد فيه خزنتها من كان يكذب بها وبالمعاد. على أن { مِرْصَاداً } اسم مكان، أو مجدّة في ترصدهم وارتقاب مقدمهم، على أنه صيغة مبالغة.
{ لِلْطَّاغِينَ مَآباً } أي: للذين طغوا في الدنيا، فتجاوزوا حدود الله استكباراً على ربهم، منزلاً ومرجعاً يصيرون إليه.
{ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً } أي: دهوراً متتابعة إلى غير نهاية، كقوله:
{ { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً } [الأحزاب: 65] , { لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً } أي: روحاً وراحة { وَلَا شَرَاباً } { إِلَّا حَمِيماً } أي: ماءً حارّاً انتهى غليانُه { وَغَسَّاقاً } أي: صديداً، وهو ما يخرج من جلودهم مما تصهرهم النار في حياض يجتمع فيها، فيُسقَونه.
{ جَزَاء وِفَاقاً } أي: جُوزوا بذلك جزاءً موافقاً لما ارتكبوه من الأعمال وقدَّموه من العقائد والأخلاق.