التفاسير

< >
عرض

فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً
٣٠
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً
٣١
حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً
٣٢
وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً
٣٣
وَكَأْساً دِهَاقاً
٣٤
لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً
٣٥
جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً
٣٦
-النبأ

محاسن التأويل

{ فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً } أي: يقال لهم ذاك؛ تقريعاً وغضباً وتأنيباً لهم من تخفيف العذاب، وإعلاماً بمضاعفته. ولما ذكر وعيد الكفار، تأثره بوعد الأبرار بقوله سبحانه: { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } أي: فوز بالنعيم، ونجاة من النار التي هي مآب الطاغين.
{ حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً } الحدائق جمع حديقة، وهي البستان فيه أنواع الشجر المثمر المحوط بالحيطان المحدقة به. والأعناب معروفة. قال ابن جرير: أي: وكروم وأعناب، فاستغنى بالأعناب عنها.
{ وَكَوَاعِبَ } أي: بنات فلّكت ثديّهن، أي: استدارت مع ارتفاع يسير { أَتْرَاباً } أي: متساويات في السِّن.
{ وَكَأْساً دِهَاقاً } أي: ملأى من خمر لذة للشاربين.
{ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا } أي: في الجنة { لَغْواً } أي: باطلاً من القول { وَلَا كِذَّاباً } أي: مكاذبة، أي: لا يكذب بعضهم بعضاً.
قال الإمام: اللغو والتكذيب مما تألَّم له أنفس الصادقين، بل هو من أشد الأذى لقلوبهم، فأراد الله إزاحة ذلك عنهم.
{ جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء } أي: جزاء لهم على صالح أعمالهم، تفضُّلاً منه تعالى بذلك الجزاء { حِسَاباً } أي: كافياً، أو على حسب أعمالهم.