التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ
٣٤
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ
٣٥
وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ
٣٦
فَأَمَّا مَن طَغَىٰ
٣٧
وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا
٣٨
فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ
٣٩
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ
٤٠
فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ
٤١
-النازعات

محاسن التأويل

{ فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى } أي: الداهية العظمى التي تطمُّ على كل هائلة من الأمور، فتغمر ما سواها بعظيم هولها، وهي القيامة للحساب والجزاء.
{ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى } أي: ما عمل من خير أو شر، وذلك بعرضه عليه.
{ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى } أي: أظهِِرت نارُ اللهِ لأبصار الناظرين.
{ فَأَمَّا مَن طَغَى } أي: أفرط في تعديه ومجاوزته حدَّ الشريعة والحق إلى ارتكاب العصيان والفساد والضلال.
{ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي: متاعها وشهواتها، على كرامة الآخرة وما أعدَّ فيها للأبرار.
{ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى } أي: مأواه ومرجعه.
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } أي: مقامه بين يديه للسؤال، أو جلاله وعظمته، أي: اتقاه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه { وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى } أي: فيما يكرهه الله ولا يرضاه منها، فخالفها إلى ما أمره به.
{ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } أي: مصيره يوم القيامة، وجواب إذا محذوف؛ لدلالة التقسيم عليه، تقديره: ظهرت الأعمال، أو انقسم الناس قسمين.