التفاسير

< >
عرض

فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
٥٧
-الأنفال

محاسن التأويل

{ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ } أي: فإما تصادفنهم وتظفرن بهم { فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } أي: فرق بهم من وراءهم من المحاربين، يعني: بأن تفعل بهم من النكال وتغليظ العقوبة، ما يشرد غيرهم خوفاً، فيصيروا لهم عبرة، كما قال: { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي: لعل المشردين يتعظون بما شاهدوا ما نزل بالناقضين، فيرتدعوا عن النقض أو عن الكفر. قال في " التاج ": وقيل: معنى: { فَشرد بهم } فسمع بهم وقيل: فزع بهم، ولا يخفى أن هذه المعاني متقاربة. وأصل التشريد الطرد والتفريق، ويقال: شرد به تشريداً، سمع الناس بعيوبه. قال:

أُطوف بالأباطحِ كلِّ يوم مخافَةَََ أن يُشرِّد بي حكيمُ

معناه أن يسمِّع بي، و حكيم رجل من بي سُليم كانت قريش ولَّته الأخذ على أيدي السفهاء.
استشهد به في اللسان في مادة: ش ر د.